عجيبة هذه الأيـام
وقاسية تلك الدقائق
ومؤلم ذلك الزمـن
يجري سـريـعـاً سـريـعـاً سـريـعـاً
في طريقٍ واحــد ،،، ولهدف واحــد
لم يتوقف لحظة واحـدة ، أو حتى ثانيـة
أو جـزءاً صغيراً مـن الثانيـة
لا يجعلنـا نلتقـط الأنفــاس
ولا يستمع إلينا ،، ولا إلى توسلاتنا
يأخذنا معـه .. يـجـرجـرنـا
شــئـنـا أم أبـيـنــا
فهـو ماضٍ في طريقـه
أســود قلبــه
لا يهتم بمن يسقط على جنباته
ولا يكترث لصرخات الموتـى
ولا يسأل عمن فُقدوا في رحلته
لا يهمـه سوى المسـير
والمضي قدماً لذلك المصير
وقطع شريط النهاية … عند نقطة الفناء
نكبر معــه … ونكثــر
ونعتقد أننا نستطيع أن نتحداه ونبقى
ولا ندري أننا نقترب من الفناء أكثر وأكثر
لم نـراه … ولم نسمع عنــه
أنــه رجــع إلى الـوراء
يئس منـه البعض ومـلّ
والبعض يعتقد أنه حاقد أرعن
وأخر يكره الحديث عنه أو معه
وكـثـيـرون … يـتـمـسـكـون بـحـبـالـه
ولكـن لا يجرؤ أحداً أن يوقفـه
أو يدعـي مقاومتـه
فهو قاهـر الرجـال
و عـدو النســاء
و صديق الأطــفال
و تجـارة الأتقيــاء
نغفـو عنه ونتناسـاه
ولا نستطيع محو ذكراه
أو الوقوف عن التفكير في سواه
وأحياناً نشعر أن سرعته … قد زادت
فنظـن أن نهايـته … قـد دانـت
تتطايـر معه ذرات التـراب
يضحكني ، يبكيني ، يحيرنـي
ذلـك التـراب
يختبئ في أماكن صغيرة
ويبحث عن كل ظلام
ويلتصـق بالحطــام
كل تراب وابن تراب وابن تراب
صنـع مـن الحيـل العجـاب
حتى يغيب ويخبو عن ذلك الجزار
ولكن هيهات … هيهات أن يـفـرّ
أو أن يعيش طرفة عين بدون ذلك الزمن
ألا يقف هـذا التراب مع نفسـه
أو يفكـر قليلاً في لحظة سكونـه
إلى تلك السماء التي وقع منها …. كيف رُفعت
وإلى هذه الأرض التي ينتمي إليها … كيف سُطحت
ألا يعلم أن هذا الزمن صديق متى كان في فعل الحسن
ويصبـح شاهـداً قاتـلاً إذا شدت المحـن
يا ابن التراب أهمس إليك
فأصـغِ إليّ واستمـع
عينـاك احترقتـا
من طول النظـر
… إلى شـمـعـة الأمل
وعمــرك
يــذوب
و يمضـي
وأنــت
ساكن بلا عمل
أنت لم تُخلق لتتجمع على مكاتب الأثرياء
أو بيـن فساتين حسناء ساحـرة
او تكون لا شىء في الأرض سائـرة
أنت ابن الأرض … وريث الأرض
انظـر لمن خَلـق !!
وفكر به كيف خَلق ؟؟
ونظف فؤادك … وملبسك
قبـل الزمـان يقتلـك
أرجع نظيفا … طاهـراً
كما أوجدك من عـدم
لا تـنـتـظـر … فـالـزمــن … لا